[ثالثا: الوعد والوعيد]
وأما أحكام الكفار:
  فإن كان حربيًّا: فيحل دمه وماله، وتحرم ذبيحته وموالاته، ولا يقبر في مقابر المسلمين، ولا يجوز تزويجهم ولا التزوج منهم.
  وأما الذميُّ: وهو الذي يعطي الجزية، وكذا من دخل بأمان في بلاد المسلمين، أو دخلنا بأمان في بلدهم، فدماؤهم وأموالهم حرام، وتحرم: موالاتهم، ومناكحتهم كلهم.
  وأما في الآخرة: فالفاسق والكافر سواء يخلدون في النار.
٥ - فصل: [التوبة ومتى تقبل]
  التوبة هي: الندم على ما فعل، والعزم على ألَّا يعود، ويصلح ما قد أفسد، ويتبعها بالأعمال الصالحة؛ {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}[هود ١١٤].
  وتجب التوبة، وهي مقبولة حتى تحضر ملائكة الموت؛ لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}[التحريم ٨]، فقد أوجب التوبة على المؤمنين، وقد وعد الله بقبولها، قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ}[الشورى ٢٥].
  وليست مقبولة إذا حضرت ملائكة الموت، قال الله تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ}[النساء ١٨]، فدلت الآية على عدم قبولها لا حال الموت ولا بعده.