[رابعا: خلافة النبوة]
[رابعًا: خلافة النبوة]
١ - فصل: [في خلافة الإمام علي #]
  هذا، ولا بد من إمام وخليفة ينصبه الله لنا بعد رسول الله صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين، لإقامة الحدود، وفصل الخصومات، وللأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإنصاف المظلوم، وسد الثغور، وإصلاح العباد والبلاد، وإلا كان إهمالًا وفسادًا، وحاشا الله أن يتركنا في تيه وعمى، والله عدل حكيم لا يترك ما شأنه كذلك.
  إذا عرفت هذا فقد نصب الله ورسوله عليًّا - ª وعلى آلهما - إمامًا وخليفة؛ لكماله في العلم، ولاجتماع جميع خصال الفضل فيه؛ فهو أسبق السابقين لم يتقدمه إلا خديجة ^ بيوم.
  لم يشرك بالله، ولم يسجد لصنم قط، بينما الصحابة كلهم كانوا مشركين إلا من شب بعد الدخول في الإسلام أو وجد بعده.
  وأعظم المجاهدين، وأزهد الزاهدين، وأورع الصحابة، وأعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله ÷، وبالكتب السابقة أيضًا، ولأنه من أهل الكساء المعصومين.
  فلما كان بهذه المنزلة اختاره الله إمامًا للأمة، ووالي أمرهم، وخليفة لرسوله ÷، قال الله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}(١) [المائدة].
(١) هذه آية الولاية التي نزلت في أمير المؤمنين #، وقد روى ذلك الخاصة والعامة: فأما آل البيت $، وشيعتهم ¤: فذلك معروف مشتهر بينهم؛ قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد =