الأصول الثمانية،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

نسبه

صفحة 13 - الجزء 1

  حيث تنقل في المغرب، ثم في مصر، وقيل في الشام، واختار في آخر مدته الرس⁣(⁣١) أحد بوادي المدينة المنورة، وذلك لما تتيحه البادية من صحة النشأة، وطيب النفس، وقد قرأنا من سيرة جده المصطفى ÷ أنه قضى طفولته الأولى في بادية بني سعد، وقد كانت العرب تدفع بأبنائها إلى البوادي لمميزات عرفتها وأسباب رأتها في تربية أجيالها، وفي بادية الرس والحجاز تلك البوادي التي لا تنسى في ذلك الجو الهادئ والهواء الطلق، وبين تلك الجبال الشاهقة، بعيداً عن ضجيج المدينة وأعين الغدر والخيانة، عاش الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #، وبين تلك الأسرة العظيمة نشأ نشأة فتى يحس بدماء النبوة تجري في عروقه، ورأى في محيطها أنصع صور الطهر والفضيلة، وأرقى درجات الكمال والعبادة.

  نشأ متحلياً بأنبل صفات الشرف، وأرقى صور الكمال، نشأ في حجر والده نجم الآل وحافظهم، القاسم بن إبراهيم #، وفي صحبة إخوته: الحسين بن القاسم # الحافظ المحدث والعابد


(١) يبعد عن المدينة المنورة بمسافة تقدر بساعتين والطريق إليه وعرة، وهو منطقة جبلية سكنه الإمام القاسم بن إبراهيم في أواخر القرن الثاني الهجري، ليبعد عن ضجيج المدينة وأعين الغدر والمكيدة، وبه مشاهد منها مشهد الإمام القاسم بن إبراهيم #، وإلى جانبه مسجد يبعد عنه مترين.