الأصول الثمانية،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

إمامته

صفحة 17 - الجزء 1

  تأخذهم في الله لومة لائم أو سطوة ظالم.

  قال أحد الدكاترة المعاصرين وهو الدكتور صبحي: (وإن تباهى أهل دين بشهدائهم، فإنه يحق للمسلمين أن يتباهوا بشهداء الزيدية)⁣(⁣١).

  وكان الإمام القاسم بن إبراهيم أبرز رجالات أهل البيت في عصره، ولكن لقلة الأنصار ورصد حركاته من قبل الأشرار في كثير من الأمصار لم يستطع أن يعلن دولته، أو يسمي حكومته، وكان ابنه الإمام محمد بن القاسم من بعده قد جمع صفات الإمامة، ومؤهلات الزعامة، فأعلن دعوته وبثها في البلدان، ولكن التاريخ أعاد نفسه غدراً وخيانة وخداعاً، فلم يتمكن من توطيد أركانها وتشييد بنيانها، لقلة الأنصار وكثرة الفجار.

  قال الإمام المنصور بالله القاسم بن علي العياني في كتابه التنبيه والدلائل: (سمعت أبي يقول - حين سأله جماعة من شيعة القاسم # عن إمامة محمد بن القاسم وتوافر شروطها فقال: (حدثني أبي عبدالله بن محمد وعمي عبدالله بن الحسين بن القاسم قال: سمعت أبي القاسم بن إبراهيم وهو يقول: صحبت الصوفية أربعين سنة ودُرت المشرق والمغرب، ولم أر رجلاً أكيس ورعاً من ابني محمد).


(١) الزيدية: د / صبحي: ص ١٠٠.