[مقدمة المؤلف]
[مقدمة المؤلف]
  
  وبه نستعين
  الحمدلله المتفضل الكريم، المنعم على عباده بالابتداء لخلقهم، المحسن إلى خلقه، الدال على معرفته بصنعه، الممكن لمن كلفه بكمال آلته وصحة عقله وتركيب قوته، وبيان حجته، المحتج على من خالفه ببراهين العقول والتنزيل، والرسول وإجماع العلماء ذوي التحصيل، العارفين بالدقيق والجليل، الذي لم يخلقنا عبثاً ولم يتركنا سدىً، أصح العقول وأرسل الرسول، وأزاح علة كل مجهول.
  الواحد القديم، الأول الحكيم، القادر العليم، الدائم الحي الموجود العزيز السميع البصير، الغني الخبير، المتفضل بكل صنع، المستدل عليه بما أظهر من الآيات والفعل والصنع البديع من مخترعات فعله، من سمائه وأرضه وما بينهما، والليل والنهار وما شاركهما، وكل محدث بعد أن لم يكن فهو محدثه، صنعه كله، تجوز عليه الزيادة والنقصان، وهو القديم فلا يجوز عليه التغيير ولا الحدثان، لا يَحِل ولا يُحَل، الخالق