الأصول الثمانية،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

التوحيد:

صفحة 4 - الجزء 1

  المتعددة، والثمار اليانعة والفواكه اللذيذة، وما جعله من البحار العميقة الواسعة، والأنهار العذبة الجارية، والحيوانات الكثيرة العجيبة.

التوحيد:

  وجميعها تدل دلالة واضحة على موجد أوجدها، وخالق خلقها بقدرة عظيمة، وحكمة عجيبة، تؤكد في النفوس طاعته، وتبعث في القلوب خوفه وخشيته، وإلى هذا أشار الخالق فقال: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ١٩٠ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ١٩١}⁣[آل عمران: ١٩٠ - ١٩١].

  وحث جل شأنه على إعمال الفكر وإجالة النظر في ملكوته فقال عز شأنه: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ١٧ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ١٨ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ١٩ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ٢٠}⁣[الغاشية: ١٧ - ٢٠].

  فلو نظروا بعين البصيرة لأقروا بالألوهية، واعترفوا بالوحدانية.

  ودعا جل ذكره إلى التأمل في سر وحدة وجوده ونظام كونه فقال تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}⁣[الأنبياء: ٢٢] وقال تعالى: {وَمَا