التوحيد:
  كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ٩١}[المؤمنون: ٩١].
  وفي آية أخرى أثنى على الملائكة والعلماء لشهادتهم بالوحدانية، وإقرارهم بالعدالة الربّانية، فقال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ}[آل عمران: ١٨].
  ونفى الكيف والأين والبين فقال جل ذكره: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}[الشورى: ١١] ونفى نفياً قاطعاً الإدارك بالعين فقال تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}[الأنعام: ١٠٣] {لَنْ تَرَانِي}[الأعراف: ١٤٣].
  ومن الحسرة والخسران أن تأتي المجسمة والمشبهة وتنسبه إلى الجهة والمكان، وتصفه بأوصاف أخرى يخجل القلم عن تسطيرها، ويعافها كل من يسمعها من ذوي الأذواق السليمة والطبائع المستقيمة، مع أن آيات الله تعالى المحكمة جلية واضحة، تنفي النقص وتثبت الكمال لذي العزة والجلال.
  وقد أكد تعالى على ضرورة إرجاع متشابه الكتاب إلى محكمه، وفرعه إلى أصله، ليبين الحق واليقين من الباطل والتخمين، ومن لم يعمل بذلك فهو من الخاسرين الذين جعلوا القرآن عضين، فوصفهم الله تعالى