باب الأصل الثاني وهو العدل
  خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦}[الذاريات: ٥٦]، وقال: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨}[الزلزلة: ٧ - ٨].
  فهذا كلام الله كله في غير موضع من كتابه، إلى ما هو أكثر من أن يحصى ما يوضح له العدل سبحانه، وما قبله من التوحيد في القرآن كثير، وهذا منتهاك على الطلب له إلى ما في العقول من استقباح القبيح واستحسان الحسن، فيجب أن تبتغ(١) ما قاله الرسول # ونفاه عن الله الجليل من السفه والظلم، لأنه حكيم في فعله، غني عن ظلم عباده، عزيز حكيم، والعزيز الحكيم ليس بمحتاج إلى دفع ضرورة، ولا إلى اجتلاب منفعة، ولا يفعل ما ليس بمحكم، وتفهم من ذلك وقس عليه، واجعله عَلَمًا ودليلاً تقصد إليه وبالله التوفيق.
(١) في (ج): تتبع. والصواب: تبتغيَ.