باب الأصل الثاني وهو العدل
  المخلوق ولا تفكروا في الخالق»(١)، واجعل فكرك في صنعه، لتستدل على عجيب فعله وعظيم قدرته في كل محدث، ولا تفكر فيه فإنك تتيه وتهلك نفسك، واستدل باليسير على الكثير تسلم، فهذه جملٌ تبين لك الصواب، وكل من أيدها من الموحدين المسلمين فهو عالم، وكل من نقضها أو شبهها بصانعها فقد أفسد، فيعلم أنه جاهل لا علم معه، فهذه جمل التوحيد، وبالله التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
باب الأصل الثاني وهو العدل
  وهو أن تعتقد أنه عدل لا يجور ولا يظلم العباد، أقدر على الطاعة وفعلها، ومكن من ترك المعصية واجتنابها، ثم أمر ونهى من بعد إزاحة العلة لكل من كلف بما أتى، فقال سبحانه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا}[فصلت: ٤٦] وقال: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ٣٨}[المدثر: ٣٨]، وقال: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ١٤}[القيامة: ١٤] وقال: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ٣٩ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ٤٠ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ٤١}[النجم: ٣٩ - ٤١] وقال: {وَمَا
(١) وفي الأثر عن أمير المؤمنين علي #: (من تفكر في المخلوق وحد، ومن تفكر في الخالق ألحد).