باب الأصل الرابع في معرفة ملائكة الله والإيمان بهم
  ليؤجر، فمن ابتلي بأجل منزلة كانت له مطالبته أعظم لعظم نعم الله سبحانه عليه، وأياديه سبحانه إليه، إن شكر زاده الله، وإن كفر كان أعظم لعقوبته، فتأمل ذلك، فإنك تعلم أن الله سبحانه قد عرض لكل المنافع ولأرفع المواضع في الآخرة، فمن قبل رشد، ومن أعرض فمن نفسه أتي، لا من الله ø.
  فهذه جمل يكتسب عاملها هدىً وصلاحاً وسكون قلب واعتدالاً وفقك الله لما يحب، وأعاننا وإياك على طاعته، إنه سميع مجيب.
باب الأصل الرابع في معرفة ملائكة الله والإيمان بهم
  وهذا الكتاب فمبين(١) على ما ذكر الله تبارك وتعالى حيث يقول: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ٢٨٥}[البقرة: ٢٨٥].
  فالإيمان بالله يكون بعد معرفته بصفاته لذاته وصفاته لفعله وقد قدمنا ذلك. كذلك يجب أن يعرف الملائكة À بصفاتهم، ثم
(١) في (ب): فبمنيٌ.