[العقل]
  ضرراً؟! جل وعلا، أليس هو الغني الحكيم العزيز الذي لا يحتاج ولا يذل؟! والحكيم لا يفعل القبيح، وأي قبيح أقبح من إدخال الإهانة على غير مستحقها ... لا والله ولكن جهلوا الله سبحانه، فجهلوا أفعاله، وإنما يبتلي العباد بهذين الوجهين، لأن ذلك مصلحة لهم وإن كانوا لا يعلمون، كالجدب والخصب والصحة والمرض والقوة والضعف والسواد والبياض والشرف والدون، فمن صبر على ما لا يحبه أجر ومن شكر على ما يريد أجر، لأن الدار دار بلوى، وليست بدار البقاء ولا دار الجزاء، فلا يكون فيها محن ولا ابتلاء.
[العقل]
  وفي العقل دلالة على صحة ما فعل الله تبارك وتعالى بالعباد ليرفعهم به إلى أجل المنازل، ألا ترى أن الحكيم متى يؤدب ولده وأهله ومملوكه بالضرب وغيره من الزجر؛ الذي هو ألمٌ، ويحجم نفسه، ويشرب الدواء، ويقصد فيما أدخله على نفسه، فكذلك حسن إيلام الله لعبده وهو تأديب، لأنه لو لم يفعل ذلك بهم لبطروا وأشروا، فيجب على كل ذي محنة التعزي بالأخيار، كأيوب ﷺ، وغيره، ويصبر فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
  ويجب على من امتحنه الله بالنعم كسليمان النبي ﷺ أن يشكره، ويضع النعم موضعها، ويذكر فضلها، ويصبر على طاعة الله