باب معرفة الأنبياء $ وهو الأصل الخامس
  ولم يكونوا أهل طب ولا سحر، فجاء بما شاكل ما يفتخرون به وهو القرآن المعجز في نظمه وأخباره بما يكون، وكان ÷ أمياً نشأ بين ظهرانيهم، فعجزوا، فأجابه المحق وعدل عنه المبطل، فليس مخالفة محمد # لعيسى # في صفات المعجزات بأكثر من خلاف معجزات موسى # بعضها لبعض، ولن يمنع ذلك أن يكون ما كان له معجزاً مشتركاً فيه.
  كذلك لا يمنع ما جاءَ به محمد وعيسى @ أن يكون صحيحاً وإن اختلفت الأوصاف للمشاركة في المعنى، وإنما أوجب خلاف صفاتها اختلاف أوقاتها، ووجوب المصلحة فيها، لأن كل وقت غير الوقت الآخر، وألسنتهم مختلفة، وطبايعهم مختلفة، فوجب أن يأتي كل طائفة رسولها بما يعرفون وإلا لم يكن ذلك صواباً ولا حكمة، ألا ترى أن الكاتب (يتحدى) الكاتب، والفارس (يتحدى)(١) الفارس، والشاعر يتحدى(٢) الشاعر، وكل صاحب صنعة لا يحسن أن يتحدى إلا ما هو مثله، في قول الله ø على لسان نبينا محمد ÷ لقومه {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ}[الجاثية: ١٣]
(١) ساقط في (ج) بدون يتحدى.
(٢) ساقط في (ج) بدون يتحدى.