باب معرفة الأصل الثامن في معرفة البر والفجور وما فيه رضا الله تعالى
  معرفته ومعرفة ملائكته وكتبه ورسله والأئمة الخلفاء لرسله، وأمره ونهيه في رضاه وسخطه، فتعلم بالعقل والسمع في كتاب الله وسنة نبيئه وإجماع الأمة.
  فأما العقل فكل حَسَنٍ فأتِه، وكل قبيح فدع، أما الكتاب والسنة وإجماع الأمة فمشهور فيه البر والفجور، فمن تعلق بالبر كان باراً ولياً من أولياء الله، ومن تعلق بالفجور كان فاجراً عند الله، تبيَّن ذلك تجده كما وصفت لك، والعلم بأولياء الله وأعداء الله على ضربين، فمنه ما يعلمه العامة والخاصة وهو في الجملة، ومنه ما يعلمه الخاصة وهم العلماء ولا يلزم العامة ما ظهر، وكل من ظهر بره وفضله كان ولياً، وكل من ظهر فسقه وشره كان عدواً، ومن استتر أمره وغاب عنك حاله فشككت في أمره فاحمله على ظاهر أمره، فمن كان ظاهره ظاهر الإسلام فهو مسلم، ومن كان ظاهره ظاهر الفسق فهو فاسق، لا تكلم بشيء إلا بعلم، والعلم هو ما قدمنا ذكره، إما ضروري، وإما استدلالي، وفي هذا كفاية.