الأصول الثمانية،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب معرفة الأصل الثامن في معرفة البر والفجور وما فيه رضا الله تعالى

صفحة 72 - الجزء 1

  قال الله سبحانه: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}⁣[الأنعام: ١٩] وقال: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ١٢٢}⁣[التوبة: ١٢٢] فإن يجمع الله فَسَيُسرَّ كلٌ بكلٍ، وإن تكن الأخرى فعقولكم والحمدلله صحيحة وكتاب الله وسنة نبيئكم والله بعد ذلك معكم، وهذه جمل في الإمامة تغني وبالله التوفيق، ومنه الهداية وهو حسبنا ونعم الوكيل.

باب معرفة الأصل الثامن في معرفة البر والفجور وما فيه رضا الله تعالى

  اعلم رحمك الله أن المخالفين لنا من النواصب والروافض وغيرهم من اليهود والنصارى قد شاركونا في ثلاثة أشياء، في العمل، والإعتقاد، والقول، وقد زدنا عليهم بالإصابة للحق والإجتهاد، وهذه الأربع الدعائم الإيمان والإصابة هي المصاب للحق للمراد المطلوب الذي يستحق أن يطلع فيعمل به، ويقال بفضله، ويعتقد بالقلب حقه، وهو معرفة الرب ø وما يجب أن يعرف مما قدمناه في كتابنا فصارت أعمالنا واعتقادنا صواباً لأنها على أصول صحيحة، وصارت أعمال اليهود والنصارى والنواصب والروافض باطلاً، لأن المراد الذي يستحق ويقال ويعمل ليس يعرفونه، وهذه المقدمات التي وصفنا من الإيمان بالله بعد