[العصمة]
  ينسبون إلى الأنبياء $ المعاصي الكبار، وهذا لا يجوز عليهم ولا على الأئمة إلا على سبيل الخطأ والنسيان، فأما الأنبياء فإنهم لا يجوز عليهم ذلك في دين الله ø الذين أمرهم بتبليغه، لأنه يحوطهم حتى يبلغوا رسالته، ويعضدهم بالتأييد واللطف، وما كان غير ذلك من أمورهم في أنفسهم فإنهم بشر، ولكنهم لحفظهم لأنفسهم وصبرهم واعتصامهم بدين الله ø ومراعاة لأنفسهم، وأنهم لا يؤثرون الغفلة ولا يقع منهم ذلك في الدين، فأما في أمر دنياهم فلربما، فلذلك عظم ثوابهم لشدة تعبهم وتحملهم المشقة في رضا الله ø.
[العصمة]
  فأمّا العصمة التي ذكرتها فهي على ضربين، عصمة فعل من الله مثل خلق العباد والسماء والأرض، وكلما صنع عصمة عليه منه، ليس لشيء منه اختيار في نفسه.
  وحقيقة العصمة في اللغة التمسك بالشيء، ألا ترى أنك تقول: اعتصم فلان بفلان، أي عَزَّ به وامتنع، وتقول عصمه منعه، فالله الممسك للسماء والأرض، ولعزه وجلاله لم يمتنع عليه وامتنعت على غيره.
  والعصمة الثانية هو ما قال الله سبحانه {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا}[آل عمران: ١٠٣] وهو أن تمسكوا بدين الله، وأن تعترفوا