[مقدمة]
  فَسَمَّا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى دُعَاءَهُ عِبَادَةً، وَتَرْكَهُ اسْتِكْبَاراً، وَتَوَعَّدَ عَلَى تَرْكِهِ دُخُولَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ.
  وَفِي أَمَالِي الإِمَامِ الْمُرْشِدِ بِاللَّهِ #: عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ÷، قَالَ: «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ»، ثُمَّ قَرَأَ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}. الآيَة ..
  فَالدُّعَاءُ عِبَادَةٌ، مِنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَاتِ، وَأَجَلِّ الطَّاعَاتِ، بَلْ هُوَ مُخُّ الْعِبَادَةِ: فَفِي الْحَدِيثِ: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ ÷: قَالَ: «الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ».
  وَمَعْنَى: «مُخُّ الْعِبَادَةِ»، أَيْ: خَالِصُهَا.
  قَالَ فِي النِّهَايَةِ: مُخُّ الشَّيْءِ: خَالِصُهُ.
  وَإِنَّمَا كَانَ مُخُّهَا لأَمْرَيْنِ:
  أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ امْتِثَالُ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى حَيْثُ قَالَ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.
  فَهُوَ مَحْضُ الْعِبَادَةِ وَخَالِصُهَا.