[مقدمة]
  الثَّانِي: أَنَّهُ إِذَا رَأَى نَجَاحَ الأُمُورِ مِنَ اللَّهِ قَطَعَ أَمَلَهُ عَمَّا سِوَاهُ وَدَعَاهُ لِحَاجَتِهِ وَحْدَهُ، وَهَذَا هُوَ أَصْلُ الْعِبَادَةِ، وَلأَنَّ الْغَرَضَ مِنَ الْعِبَادَةِ الثَّوَابُ عَلَيْهَا، وَهُوَ الْمَطْلُوبُ بِالدُّعَاءِ.
  وَقَالَ تَعَالَى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفِيةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.
  وَأَخْرَجَ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ÷، يَقُوْلُ: «مَنْ أَبْغَضَ النَّاسِ» ..؟
  قَالَوا: اللَّهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمُ.
  قَالَ: «فإِنَّ أَبْغَضَ النَّاس إِلَى النَّاسِ أَسْأَلهُمْ لَهُمْ، وَأَلَحَّهُم عَلَيْهِم».
  ثُمَّ قَالَ: «أَتَدْرُوْنَ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ø».؟
  قَالَوا: اللَّهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمُ.
  قَالَ: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَسْأَلهُمْ لَهُ، وَأَلَحَّهُم عَلَيْهِ، فِي الطَّلَبِ قُلْنَا: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُوْلُهُ».