الورد المختار من الآيات والأذكار،

طيب عوض منصور (معاصر)

[دعاء الإمام الكينعي ¥ عند ختم القرآن الكريم]

صفحة 198 - الجزء 1

  صِرْنَا عِبْرَةً لِلْحَبِيبِ الصَّادِقِ، وَشَمَاتَةً لِلْبَغِيضِ الْمُشَاقِقْ، فَيَا أَسَفَاه عَلَى الأَيَّامِ الْمَاضِيَةِ، وَيَا حَسْرَتَاه عَلَى الأَوْقَاتِ الْخَالِيَةِ.

  اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا إِذَا خَرَجْنَا مِنْ قُبُورِنَا، وَتوَاثَبَتْ عَلَيْنَا الْمَلاَئِكَةُ الْكِرَامُ، إِمَّا لِلرَّحْمَةِ وَإِمَّا لِلنِّقْمَةِ، وَسَاقُونَا سَوْقَاً عَنِيْفاً، مِنْ غَيْرِ رَحْمَةٍ لَنَا، وَلاَ تَخْفِيفاً، إِلَى بَيْنَ يَدَيْكَ، لِلْمَنْعِ وَالْعَطَاءِ، وَالْفَصْلِ، وَالْقَضَاءِ، وَقَدْ طَالَ بَيْنَ يَدَيْكَ ذُلَّ مَقَامِنَا، وَجَاعَتْ بُطُونَنَا، وَظَمِئَتْ أَكْبَادنَا، وَوَجَفَتْ لِشِدَّةِ الْهَوْلِ قُلُوبنَا، وَطَاشَتْ عُقُولنَا، وَشَخَصَتْ أَبْصَارنَا، وَاشْتَدَّ الزِّحَامُ، وَتَضَايَقَتِ الأَقْدَامُ، وَشَابَ الْغُلاَمُ، وَغَلَتِ الْهَامُ، وَأَحَاطَتْ بِنَا الْمَلاَئِكَةُ الكِرَامُ، وَظَهَرَتِ الْفَضَائِح، وَشَهِدَتْ عَلَيْنَا الْجَوَارِحُ، وَكَثُرَتْ فِيْنَا النَّوَائِحُ وَالصَّوائِحُ، وَعَظُمَتِ فِيْنَا الْمَصَائِبُ وَالْجَرَائِح، وَطَالَ مِنَّا الْوُقُوفُ، وَتَضَايَقَتِ الصُّفُوفُ، وَذَرَفَتِ الْعُيُونُ وَالأُنُوفُ، وَزَفَرَتِ النَّارُ، وَانْكَشَفَتِ الأَسْرَارُ، وَانْتُهِكَتِ الأَسْتارُ، وَفَازَ الأَخْيَارُ، وَعَطِبَ الْفُجَّار، وَغَضِبَ الْجَبَّارُ عَلَى كُلِّ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ، وَأَحَاطَتْ بِنَا الْبَلاَيَا، وَحَلَّتِ الرَّزَايَا، وَصِرْنَا مُنْقَطِعِينَ، وَلِلرَّحْمَةِ يَا إِلَهِي بِفَضْلِكَ يَا كَرِيمُ مُنْتَظِرِينَ، فَلاَ تَرُدَّنَا