باب في المعاني
  بجنس فتعادله الأجناس، ولا شبح فتضارعه الأشباح، ليس لها محيص عن إدراكه لها، ولا خروج عن إحاطته بها، ولا احتجاب عن إحصائه لها، ولا امتناع من قدرته عليها، كفى بإتقان صنعه لها آية، وبتركيب خلقها عليه دلالة، وبحدوث ما فطر على قدمه شهادة، فليس له حد منسوب، ولا مثل مضروب، ولا شيء هو عنه محجوب، تعالى عن ضرب الأمثال والصفات المخلوقة علواً كبيراً)(١).
باب في المعاني
  عن أبي الهيثم بن التيهان عن علي # أنه خطب(٢) فقال: (ما شاء الله، توكلت على الله الذي لا إله إلا هو حي بلا كيف، ولم يكن له كان، ولا كان له أين، ولا كان في شيء، ولا كان على شيء، ولا قوي بعد ما كون، ولا كان ضعيفاً قبل أن يكوّن، ولا كان مستوحشاً قبل أن يبتدع، ولا خلواً من الملك قبل إنشائه، ولا يكون خلواً بعد ذَهَابه، كان إلهاً حياً بلا حياة، وملكاً قبل أن ينشئ شيئاً، ومالكاً بعد إنشائه، وليس يكون له كيف ولا أين، ولا له حد يعرف، ولا شيء يشبهه، ولكن سميع بلا سمع، وبصير بغير بصر، وقوي بغير قوة من خلقه، لا تدركه حدق الناظرين، ولا
(١) أخرجه الإمام أبو طالب # في الأمالي: ص ٢٨١ - ٢٨٢ برقم (٢٥٩).
(٢) اشتملت هذه الخطبة على مسائل التوحيد، والعدل، ونفي الرؤية، ونفي التشبيه، والفرق بين ملك ومالك، والإرادة، وحدوث العالم. اهـ/ المؤلف.