باب ذكر آباء رسول الله ÷ وذكر أبي طالب وبعض أيام الجاهلية
  إنِّي رَأَيْتُ مَخْيَلَةً لَمَعَتْ ... فَتَلأَلأَتْ بِحَنَاتُمِ القَطْرِ
  فَسَمَى لَهَا نُورٌ يُضِيءُ بِهِ ... مَا حَوْلَهُ كَإضَاءَةِ البَدْرِ
  وَرَأَيْتُهَا شَرَفاً يَنُوءُ بِهِ ... مَا كُلُّ قَادِح زِنْدِه يورِي
  للهِ مَا زَهْرِيَّةٌ سَلَبَتْ ... ثَوْبَيْكَ مِنَّا مَا ابْتَلتْ وَمَا تَدْرِي(١)
  قال الناطق بالحق #: وروي من جهات كثيرة أن قريشاً استسقت بعبد المطلب فوقف أمامهم عند الباب فقال بعد رفع يديه: (اللهم إنك عالم غير معلم، وواسع غير مبخل، وهؤلاء عبادك وإماؤك بعرصات حرمك يشكون إليك سنتهم التي أذابت لحومهم وأوهنت عظامهم فاسمع اللهم وأمطر عليهم مطراً مغدقا هنيئاً وأمن القوم أجمعون، فما برحوا مكانهم حتى تدفقت السماء بغرابيلها، وفاضت الأودية بمائها، فقام إليه شِيخَانُ قريش يتمسحون به ويقولون هنيئاً لك أبا البطحاء)(٢).
  وعن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن عن أبيه عن آبائه $: كان رسول الله ÷ إذا أخذ مضجعه وعرف مكانه تركه أبو طالب فإذا نامت العيون جاء إليه فأنهضه من فراشه وأضجع علياً مكانه، فقال علي #: يا أبتاه إني مقتول ذات ليلة فقال أبو طالب: اصطبر يا علي فالصبر أحجى:
  اصطبر يا علي فالصبر أحجى ... كل حي مصيره لشعوب
(١) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه: ص ٧٠ - ٧١ برقم (٢٢).
(٢) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه: ص ٤٨٧ - ٤٨٨ برقم (٦٥٢).