المنتزع المختار فيما يتعلق بالاعتقادات من الأحاديث والآثار،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

خاتمة في بقية ما فيها من المعجزات وفضائله ÷ وشمائله

صفحة 88 - الجزء 1

  وعن حبة العرني: أن علياً ÷ سار حين فارقته الخوارج فاعترضوا الناس وأخذوا الأموال والدواب، والكراع والسلاح، ودخلوا القرى وساروا إلى النهروان، فأقام بها أياماً يدعوهم ويحتج عليهم، فأبوا حتى انتهوا أن يجيبوه وتعبوا لقتاله، فعبّا الناس، ثم خرج إليهم فدعاهم فأبوا أن يدخلوا وبدأوه بالقتال فقاتلهم، وظهر عليهم، فقال لأصحابه فيهم رجل له علامة، قالوا وما هي يا أمير المؤمنين، قال رجل أسود منتن الريح إحدى يديه مثل ثدي المرأة إذا مدت كانت تطول الأخرى، وإذا تركت كانت كثدي المرأة عليها شعرات مثل شعر الهرة، فذهبوا ثلاث مرات يطلبوه وكل ذلك لا يجدونه، فرجعوا وقالوا: يا أمير المؤمنين ما وجدناه، فقال: والله ما كذبت ولا كذبت، وإني لعلى بينة من الله، وإنه لفي القوم ائتوني بالبغلة فأتوه بها فركب وتبعه الناس فانتهى إلى وهدة من الأرض فيها قَتْلَى بعضهم على بعض، فقال: اقلبوا قتيلاً على قتيل فاستخرج الرجل وعليه قميص جديد، فقال شقوا عنه فشقوا عنه فقال: مدوا يده فإذا هي تطول الأخرى فقال: دعوها فإذا هي مثل ثدي المرأة، فقال: إن به علامة أخرى شامة حمراء على كتفه الأيمن، ثم قال علي #: الله أكبر، وكبر المسلمون، فقال: صدق الله وصدق رسوله، أمرني رسول الله ÷ بقتالهم، وأخبرني أن فيهم هذا الرجل المخدج⁣(⁣١).

  وعن أم حكيم بن عمرو الجدلية دخلت المسجد يوم الجمعة، فدنوت فسمعت خطبة أمير المؤمنين #، وكان في الناس قلة، فلما صلى


(١) أخرجه الإمام أبو طالب # في أماليه: ص ٥٥ - ٥٦ برقم (٥).