فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نعمة الله بالتوبة

صفحة 120 - الجزء 1

  مرغباً في ذلك غاية الترغيب يتلطف بالنداء سبحانه لعباده العصاة رجاء أن يتوبوا ليكسبوا ربحاً عظيماً وخيراً جسيماً وأخبرنا سبحانه وتعالى أنه يجيب دعوة الداعي إذا دعانْ، قال تعالى: {ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ}⁣[غافر: ٦٠]، {فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ}⁣[البقرة: ١٥٢]، {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ ١٨٦}⁣[البقرة].

  ومن أعظم ما رغب به سبحانه عباده المذنبين ما نبه الله عليه في سورة الفرقان، قال تعالى: {وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ يَلۡقَ أَثَامٗا ٦٨ يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا ٦٩ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ٧٠}⁣[الفرقان]، ذكر الله ثلاثاً من الكبائر وذكر أن عذاب أصحاب هذه الذنوب يضاعف يوم القيامة لشناعتها وعظم فضاعتها لا سيما وقد عرضت التوبة لأصحابها فمن تاب فقد أجزل الله عطاءه بما يكتب له من ثواب التوبة، فثواب التوبة عظيم لا أحد يعلم مقداره إلا رب العالمين.

  ألا ترى لو أن كافراً أو فاسقاً فعل العظائم وجميع أنواع الجرائم ندم قبل موته وتاب إلى الله من صميم فؤاده وأضمر ألا يعود إلى مكروه وخاف من عذاب الله الدائم والخلود في النار -