نعمة الله بالتوبة
نعمة الله بالتوبة
  
  وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
  من أكبر نعم الله العظيمة ومننه الجسيمة على عباده المكلفين ما دلنا عليه في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله الرحيم ÷ من قبول توبة التائبين وغفران الذنوب للمنيبين وأن التائب من أحباء الله، وقد ذكر سبحانه وتعالى توبة أبينا آدم #، وأمر نبينا محمدًا ÷ بالتوبة وجميع الأنبياء كذلك، فالله سبحانه يريد الرجوع من عباده إليه مع ما جعل الله في التوبة والاستغفار من الخير الكثير من الأرزاق والعافية ومن هدِّ الأعمار قال تعالى: {فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا ١٠ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا ١١ وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّٰتٖ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا ١٢}[نوح].
  فالتائب هو من عباد الله الصالحين الذين أجابوا ربهم حين ناداهم بقوله: {۞قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٥٣}[الزمر]، فالتوبة سبب كل خير وبركة كما قال تعالى: {وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَفَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذۡنَٰهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ٩٦}[الأعراف]، وقد ذكر سبحانه التوبة في مواطن كثيرة في كتابه الكريم