من مشاهد القرآن الكريم
  دائمون، الخوف لا يفارق قلوبهم، يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم فهم من خشية ربهم مشفقون.
  نحفت أجسادهم خوفاً من عذاب جهنم فهم بتلك الصفة حقيقون، ومن الذي وصف وجوهَهم بالنعومة؛ إنه رب العالمين، وأقدر القادرين جلت قدرته.
  ثم قال: {لِّسَعۡيِهَا رَاضِيَةٞ ٩} فلا يزالون يذكرون سعيهم في الدنيا ويحمدون عاقبته، صبروا أياماً قليلة فاستراحوا طويلاً، يذكرون ما كانوا عليه من الخوف، وما صاروا إليه من الأمان، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك بقوله تعالى حاكياً مقالتهم: {إِنَّا كُنَّا قَبۡلُ فِيٓ أَهۡلِنَا مُشۡفِقِينَ ٢٦ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ ٢٧}[الطور].
  فالجزاء من جنس العمل، خافوا في الدنيا فأعقبهم من بعد خوفهم أمناً أبدياً وسروراً سرمدياً، {فَٱلۡيَوۡمَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنَ ٱلۡكُفَّارِ يَضۡحَكُونَ ٣٤ عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ ٣٥}[المطففين]، غضوا أبصارهم فأباح الله لهم المناظر البهية والنظر في الوجوه المرضية مقابل غض الأبصار في الدنيا عن الحرام، وملئت قلوبهم فرحاً مقابل الهموم التي كانت تساورهم في الدنيا، {وَهُمۡ فِي مَا ٱشۡتَهَتۡ أَنفُسُهُمۡ خَٰلِدُونَ ١٠٢}[الأنبياء]، تتغذى قلوبهم بأصوات الحور الحسان وهن يغنين بذكر الله كما ذكر لي ذلك مولانا المرحوم سيدي حسين بن حسن رحمة الله عليه ورضوانه، فأي