فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

خاتمة الكتاب

صفحة 146 - الجزء 1

  فيزيدك ذلك اهتماماً بدينك، وتردد على لسانك: {وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ ١٢٨}⁣[الأعراف]. وكلما ذكر عندك نعيم من نعيم الدنيا تقول: معي ديني وأنا به سعيد، وتسأل ربك دائماً الثبات والتوفيق وحسن الخاتمة.

  نعم، إنك ترى الملتزم بدينه وإن كان عامياً كالنجم بين مجتمعه رزقه الله الثناء من أصحابه ثواباً عاجلاً فتراه أقلهم أو من أقلهم لما في يديه وأغناهم أو من أغناهم بقلبه.

  فالقناعة تصاحب الدين القويم فإياك أن تحقر نعمة الله عليك بهذا الدين، أكرمك الله بأن حماك من الدنيا لأنها سموم قاتلة، قال تعالى: {۞وَلَوۡ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزۡقَ لِعِبَادِهِۦ لَبَغَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٖ مَّا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرُۢ بَصِيرٞ ٢٧}⁣[الشورى]، هذه الآية نازلة في أوليائه، وفي أعدائه نزل: {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ ٤٤ فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٤٥}⁣[الأنعام].

  فعليك أن تكون سعيداً دائماً وإن كنت في أحوج الحاجات إلى لقمة العيش الجافة وتشبع جوعتك بقولك من صميم قلبك: معي ديني الذي هو أكبر من كل شيء دون الله تعالى، معي ثمن الجنة وملكها والخلود فيها، معي ما يصرفني عن النار والخلود في النار فأنا سعيد ولو جعت ومرضت وخفت وأُهنت، غداً إن شاء الله أكون