فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نظرة في صورة العصر

صفحة 149 - الجزء 1

  فسبحان من أنزلها حجة واضحة وهاتكةً أستار من يقول: «الإيمان قول بلا عمل» فاضحة، تزداد بتردادها صفاءً وبهاءً، معجزة من معجزات رسول الله ÷، تحدى الله بها وبأمثالها جميع المشركين والملحدين إلى يوم الدين.

  نعم، أقسم الله بهذا القسم العظيم «والعصر» والعصر هو بقية، اليوم على الخلاف في ذلك بين المفسرين، ولا موجب للعدول عن الظاهر لعدة أسباب وشواهد. لما كان إنكار الكفار للأشياء الواضحة الجلية التي جاء بها رسول الله ÷ أقسم الله لهم بشيء واضح جلي يراه كل ناظر كما أقسم الله في آيات أخر مثل قوله تعالى: {وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا ١}، ومثل قول الله تعالى مقسماً: {وَٱلۡفَجۡرِ ١} ومثل قوله تعالى: {فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ إِنَّهُۥ لَحَقّٞ مِّثۡلَ مَآ أَنَّكُمۡ تَنطِقُونَ ٢٣}⁣[الذاريات].

  نعم، عند سماع القسم من الله جلت قدرته يجب على السامع أن يلقي باله لقسم الله ولما يريد بقسمه سبحانه، فالله سبحانه أقسم بهذا القسم العظيم، من الذي أقسم؟ إنه خالق السماوات والأرض وخالق الليل والنهار الذي ركب الحواس في جميع مخلوقاته الحية، صغيرها وكبيرها ما طار في السماء وما دب على الأرض وما سبح في عميقات البحار، هو الذي أقسم بالعصر إن الإنسان لفي خسر لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم خسارة أنفس في نار وقودها الناس والحجارة: {قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ