نظرة في صورة العصر
  خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ ١٥}[الزمر].
  نعم، لفظة الإنسان عام مخصص بالاستثناء بعدها وأين هم الذين استثناهم ربنا جل وعلا فلا نجاة لمكلف من عذاب الله ولا لجسد من حريق النار إلا من كان بهذه الصفات الآتية، ومن لم يكن كذلك فإلى جهنم وبئس المصير.
  «إلا الذين آمنوا» أراد بالإيمان هنا التصديق والعقيدة الصحيحة؛ بدليل المغايرة بما وراءها، والعقيدة الصحيحة هي عقيدة قرناء القرآن وحجج الله في كل زمان أولهم وأولاهم بالذكر بعد النبي أمير المؤمنين الصديق الأكبر والفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، بشهادة الله ورسوله شبيه هارون في قربه من النبي وفي طهارته وحجية اتباعه الأنزع البطين منزوع من الشرك بطين من العلم.
  ثم من أتى بعده مقتفياً أثره من أئمة الهدى ومصابيح الدجى فهم القدوة والحجة وإن كانت معرفة الله عقلية غير أن الأمة عند اختلافها وتفرقها واتباع أهوائها يجب الرجوع إلى ما آل محمد عليه المشهود لهم بالصدق والطهارة فصلاة المسلم بدون الصلاة عليهم باطلة، والمنكر لوجوب حبهم جاحد لآية قرآنية وقد حذرنا الله من مودة أعداء الدين ولو كانوا أقارب قال تعالى: {لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ