وجوب العناية بالأهل والأولاد
  فيزيد الطين بلة إذا نظر في أحوال أولاده وهم غافلون فالله تعالى شأنه يريد لنا السعادة في هذه الدنيا غير أن السعادة لا تتم إلا بالتعب في تربية أولادنا وأهالينا نعم، خاطبنا ربنا وأمرنا أن نقي أنفسنا وأهالينا فالوقاية لا تتم لنا ولا لغيرنا إلا إذا أتينا البيوت من أبوابها، أعني بذلك: طلب العلم الذي من أجله جعل الله لنا عقولاً وأوجبه وحتمه علينا يقول الله تعالى {فَسۡـَٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ ٤٣}[النحل]، الكثير من العامة والجهلاء لا يفهم من هذه الآية إلا أن يسأل كم مقدار الكفارة إذا حلف، أو كيف المخرج إذا طلق، وهل تلك الأرض شعراء فتكون قسمتها على الذكير لكي يتيقن أنه لا نصيب للشوايف في تلك الأرض! أما ما يهمه من صلاة وصيام وحج وزكاة ومواريث وما يلزمه في حق أهله وأولاده فلا يلقي لذلك بالاً! والسعادة عنده وفي ظنه إذا كان أهله شطَّارًا وأذكياء في جمع الحطام فتراه يتباهى بهم طالباً بذلك العزة من غير وجهها ولكن الجزاء من جنس العمل {نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡۚ}[التوبة ٦٧].
  بعض الآباء والأمهات يبكون واللهِ من أعينهم ويتجرعون الغيض في آخر أعمارهم بسبب ما وقع منهم من التفريط، فالواجب على كل من سمع هذه الآية أن يلزم نفسه الصبر والقيام بتكليف ما تضمنته من طلب العلم والصبر على أولاده وأهله؛ لأنه قد بلغ التهديد والتخويف منتهاه، {وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ