فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

وجوب العناية بالأهل والأولاد

صفحة 155 - الجزء 1

وجوب العناية بالأهل والأولاد

  

  {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ ٦}⁣[التحريم]، نادى الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين الذين استجابوا لله ولرسوله أراد الله سبحانه من خلال هذا النداء أن يحضر المؤمنون أسماعهم ويعوا بقلوبهم ليفقهوا ما ناداهم من أجله فالأمر جد وليس بالهزل والأمر حقيق بأن تخضع له الرقاب وكل ما جاء نداء لجماعة المؤمنين فإنه يشعر بشيء عظيم من الأمر، {قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ} فنفس الإنسان أعز شيء عليه في هذه الحياة والأهل قرناء النفس انظر في رحمة الله بعباده من يريد لنا السعادة في هذه الدنيا وفي الآخرة كيف ألزمنا في هذه الآية العناية بأنفسنا وأهالينا فإنا إذا أطعناه وامتثلنا ما أراده منا فسوف يمدنا بألطافه الظاهرة والخفية وسنسعد في هذه الدنيا بالدين قبل الآخرة وفي الآخرة بعد الدنيا فالسعادة بالدين لا يوجد لها مثيل في كل ما يسعد به الإنسان في هذه الدنيا وبعد ذلك السعادة بصلاح الأهل والأولاد فالمؤمنون لا يسعدون مع فساد أولادهم وأهاليهم أو بعضهم فإنك ترى من كان كذلك قد حالف الهم قلبه وسيطرت الوساوس على عقله يرى الصلاح في أولاد غيره