مصائب الحسد
  وأخرجه ø من ورطته ولكنه تعمد ذلك الحسد في حق نبي الله موسى # فمنعه الله تأييده ولطفه؛ لأنه اتخذ آيات الله هزواً وخالف ما أمره الله به ظلمًا وعدوانًا فسلخ نفسه من آيات الله شبيه من يسلخ الجلد اللازق في اللحم فصار للشيطان عليه مدخلاً فتبعه، أما قائده للشر فهو الهوى وحبه للدنيا.
  نعم، بهذا القصص حذر الله هذه الأمة المحمدية أن تقع في مهاوي الأطماع الدنيوية من المال والجاه وحب الثناء، أو تقع في مستنقع الأوساخ القلبية من الحسد والحقد الدفين على من ليس له ذنب، ولا شبيه لمن يفعل ذلك إلا الكلب النجس الذي يلهث أمام من ينظر إليه {فَٱقۡصُصِ ٱلۡقَصَصَ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ ١٧٦} فيرجع الغاوي عن غيه إذا تفكر، ولا يبعد أن يكون في أصحاب النبي ÷ من تراوده نفسه كذلك فوعظهم بهذه القصة هم ومن يأتي بعدهم رحمة منه تعالى بخلقه وحجة بالغة {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ}[النساء: ١٦٥]، {لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ}[الأنفال: ٤٢]، فلنحذر جميعاً أن نكون بهذه الأفعال الشنيعة من الحسد وظلم الغير قد تعرضنا لغضب الله الشديد الذي لا تقوى له سماء ولا أرض، نعوذ بالله من مزالق الردى، ونسأله المضي في طريق المتواضعين السعداء إنه على ما يشاء قدير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.