الحمد لله
  مبتلاة ببلاء شديد فالهم لقلب زوجها ملازم فلا تراه إلا في صيدلية أو مستشفى، وأكثر وقته ملازم للبيت، وإذا اتجه لمقرأ أو عمل فقلبه مشغول.
  والبعض يرزقه الله بزوجة صالحة وفيها كل الخصال الحميدة من خَلْق وخُلُق وأدب ورفق وبركة في كل شأنها، تربي أولادها تربية حسنة، وتبر والديه وأرحامه، فحبها يزيد في قلب زوجها يوما بعد يوم، يسعد إذا قدم عليه الضيف وينشرح صدره إذا دخل بيته أو مجلسه، ويوما من الأيام تفارق هذه الزوجة الحياة وتترك زوجها أشبه باليتيم المجفو عديم الحظ والقبول.
  ذات مرة سمعت رجلًا يذكر قصة رجل آخر، قال: زرت أنا وأحد الإخوان المقبرة [فأخذني] إلى قبر وقال: أتدري من في هذا القبر؟ قلت: لا. قال: هذه زوجتي السابقة رحمة الله عليها! فتعجبت وقلت: كيف كانت حياتك معها؟ فأجابني قائلًا: أتمنى أن تعود إلى الحياة وأجلس معها ليلة وفي الصباح نموت جميعًا.
  وكم كان خير البشرية صلى الله عليه وآله الطاهرين يتحسر على أمّنا الطاهرة سيدة نسائه خديجة بنت خويلد، ويقسم بالله يوما لإحدى نسائه: إن الله لم يبدله خيرًا منها، ويذكر شيئًا من ذلك قائلًا: «لا والله ما أبدلني الله ø خيرًا منها، آمنَتْ إذْ كفر الناس، وصدّقتني إذْ كذّبني الناس، وواستني بمالها إذْ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء».