فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

الحمد لله

صفحة 30 - الجزء 1

  وكم كان يعدد من خصالها الحميدة، رحمة الله عليها ورضوانه.

  ومن أجل برِّها لرسول الله وطهارة قلبها ورجاحة عقلها وصدق نواياها وصبرها وإدخالها على قلب رسول الله السرور في أوقات الشدائد حتى وهي في مرضها الذي توفاها الله فيه - أخبرها رسول الله أنه قد زوجه الله لا أدري قال: بمريم بنت عمران أم بآسية بنت مزاحم، فقالت مباركة: بالرفا والبنين يا رسول الله. فلأجل ذلك كله رزقها الله فاطمة البتول الطاهرة سيدة نساء الدنيا والآخرة، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

  فعلى العاقل أن يفكر في نعمة الله عليه بالزوجة المؤمنة المعافاة، ويذكر نعمة الله عليه بحبها في قلبه وحبه في قلبها، وعدم الأذية من أبويها وغير ذلك، فذلك أدعى لشكر الله، وإذا كان عنده بعض المشاكل في الحياة الزوجية فيذكر من هو أشد منه بلاءً. ومهما نسيت فلا أنسى مواعظ وحكم شمس الزمان الراحل سيدي ومولاي وشيخي الطاهر المطهر حسين بن يحيى سلام الله عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا، فحياته كلها حكم ومدرسة لأولي الألباب، زرته يومًا وكنت مشغولًا ببعض الأمور العائلية وهو يعلم ذلك وكان معي بعض الإخوان، فلما رآني التمس في وجهي الهم والضجر وكان حليما سلام الله عليه ورحمته وبركاته، فخاطبني قائلًا: أتدري ما أصاب فلانًا من البلاء؟