نصيحة موجهة للمرشدين
  ومفتيا وهاديا نجم الزمان الظاهر وسيف الهاشميين الباتر، نسخة من المصطفى في أخلاقه وتواضعه وصبره وعلمه وحلمه سيدي وشيخي محمد بن عبد الله عوض حفظه الله بما حفظ به الذكر المبين آمين.
  نعم، الإرشاد هو الذي بعث الله وأرسل الأنبياء من أجله، فلا شرف أشرف من أنبياء الله وما جاءت به؛ لأنهم أُرسلوا لإنقاذ الأمم وهديها، فالمرشدون سالكون مسلكهم وسائرون على طريقتهم، فيجب عليهم التأسي بأخلاقهم الكريمة وأفعالهم وآرائهم الحكيمة، من ذلك ما حكى الله عن خير خلق الله ÷: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ ٤} {وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ}، وعلى ذلك تحدث القرآن عن أخلاقه الفاضلة وأوصافه الكاملة، صلوات الله عليه وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا.
  ومن ذلك ما جاء عن إخوانه المرسلين من الصبر والتلطف والإغضاء ودفع السيئة بالتي هي أحسن، انظر ما لقي يوسف من إخوانه من الحسد والظلم وتعريضه للرق وللعصيان في بيت العزيز وللسجن وغير ذلك، وكيف واجههم بالإحسان عند قدومهم عليه {وَقَالَ يَٰٓأَبَتِ هَٰذَا تَأۡوِيلُ رُءۡيَٰيَ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّٗاۖ وَقَدۡ أَحۡسَنَ بِيٓ إِذۡ أَخۡرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجۡنِ وَجَآءَ بِكُم مِّنَ ٱلۡبَدۡوِ مِنۢ بَعۡدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّيۡطَٰنُ بَيۡنِي وَبَيۡنَ إِخۡوَتِيٓۚ إِنَّ