فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نصيحة موجهة للمرشدين

صفحة 34 - الجزء 1

  رَبِّي لَطِيفٞ لِّمَا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ ١٠٠} فلم يذكر كذبهم على والدهم ومكرهم، ولم يذكر إلقاءهم له في البئر، بل قال واكتفى بقوله: {مِنۢ بَعۡدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّيۡطَٰنُ بَيۡنِي وَبَيۡنَ إِخۡوَتِيٓۚ}.

  من أجل ذلك الصبر وتلك الخلق الفاضلة ملَّكه الله خزائن القوت؛ لعلم الله برفقه وتعطفه ورحمته على الضعفاء والمساكين، فلما أمَّن الله قوت الضعفاء على يد أمين من خلقه وقع القحط الشديد سنين متعددة، فسبحان من حكمته منوطة بأفعاله وأقواله وأوامره ونواهيه وأخذه وعطائه.

  نعم، فالعلماء ورثة الأنبياء، والمرشدون يمثلون العلماء.

  فعلى المرشد أن يصبر نفسه على كل مكروه، وأن يحسن أخلاقه في محاوراته مع الناس، يبرهم وإن جفوه، ويصلهم وإن قطعوه، ويتواضع لهم وإن ترفعوا بجهلهم عليه؛ عملًا بقول الله تعالى: {ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ} وطمعا في قول الله تعالى: {فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ ٣٤} فصلاح شخص واحد يعد ربحا عظيما ومكسبا جسيما، قال المصطفى ÷: «يا علي، لئن يهدي الله على يديك رجلًا خير لك مما طلعت عليه الشمس»؛ لأن الإرشاد في ذاته رضا لله ولملائكة الله وأنبيائه وأوليائه، ألا تسمع أيها المرشد إلى قول الله تعالى: {وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلٗا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ٣٣}، والملائكة $ حكى