فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نصيحة موجهة للمرشدين

صفحة 39 - الجزء 1

  خبز قائلًا: {رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٖ فَقِيرٞ ٢٤} فيسر الله له ضيافة وتجارة وزوجة، وكذلك مريم بنت عمران البتول الطاهرة جاء الفرج إليها من حيث لا تحتسب في حالة من الضيق لم يعهد لها مثيل، {قَالَتۡ يَٰلَيۡتَنِي مِتُّ قَبۡلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسۡيٗا مَّنسِيّٗا ٢٣} غير أن لها بالله صلة وثيقة وقد غمر قلبها الطاهر اليقين {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقٗاۖ قَالَ يَٰمَرۡيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖ قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ ٣٧} صدق الله العظيم.

  فأنت أيها الطالب بطلبك للعلم وصبرك عليه بمثابة من يعامل في دايرة لإنجاز غرضه وحصول مطلبه ولو ترك المعاملة لحرم المطلوب، فأي قربة تتقرب بها إلى الله في تيسير ما لديه أشرف وأفضل من طلب العلم، وصدق المصطفى ÷: «من جعل الهم همًّا واحدًا كفاه الله ø أمر دنياه وآخرته، ومن تشعبت عليه الهموم لم يبال الله ø في أي أوديتها هلك»، فاحذر أن يستولي الهم على قلبك، فتكفر نعمة الله عليك بالعلم فتخسر من أجل ذلك الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.

  فكر في من ترك طلب العلم راكضًا وراء الدنيا هل كل واحد حصل على مطلبه وتيسر له بترك العلم مأربه؟ أم أنك ترى بعضهم مرزوقًا والآخر محرومًا، وكذلك طلبة العلم الشريف ترى بعضهم محرومًا والبعض الآخر مرزوقًا، من هنا نعلم أن