فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نصيحة لطلبة العلم

صفحة 44 - الجزء 1

  مكسبا عظيما وربح ربحا جسيما، فهو بحاجة شديدة إلى الصبر لحيث وقد أُمر به سيد الصابرين والمرسلين في هذا الموطن ÷، مثل المرشد في هذه الفترة مثل الرحم المجفوة التي قال الله لها: «ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك».

  فما عليك أيها المرشد إلا المضي والصبر وستظفر يوما ما بضالتك المنشودة، ولك برسول الله ÷ أسوة حسنة، وأنتم أيها الطلبة افخروا غاية الفخر بما أَمر الله رسولَه ÷ في حقكم وما ألزمه في شأنكم، ألا تقرأون {وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ} نهى رسول الله أن يغيب بنظره عنهم مبالغة في تعظيمهم وتشريفا لمقامهم وما هم فيه من طلب العلم وتلقي الحكم وأن ما هم فيه من المسكنة والفقر أدعى للإخلاص؛ لأن الله أخبر بمغيبهم في قوله: {يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ} فلقد - والله - أنعم على طلبة العلم وأثنى عليهم وشرفهم بوعظه لرسول الله ومن يمثله من العلماء والمرشدين في حقهم.

  فعليك أيها الطالب أن تتقي الله وتخافه ولا تعرِّض أعظم نعمة عليك في هذه الدنيا إلى الزوال ألا وهي العلم وطلبه، فقد يسلب الله نعمته من المتساهل بهذا الشأن إما سمعه أو بصره أو عقله أو ألطاف الله عليه البالغة، ألا تسمع ما حكى الله عن المتساهلين المعرضين وما استحقوا بسبب الإعراض من رب العالمين، قال تعالى محذرًا لنا: {إِنَّا جَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ