فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نصيحة لطلبة العلم

صفحة 45 - الجزء 1

  ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٗاۖ وَإِن تَدۡعُهُمۡ إِلَى ٱلۡهُدَىٰ فَلَن يَهۡتَدُوٓاْ إِذًا أَبَدٗا ٥٧} جزاءً على ما صدر منهم من الإعراض، وأول الآية يحكي لنا ذلك: {وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِۦ فَأَعۡرَضَ عَنۡهَا}.

  فاحذر أيها الطالب أن تكون ممن يتساهل بالمعاشر، فالمعاشر آيات قرآنية وأحاديث نبوية وكلمات للأئمة والعلماء سهروا عليها الليالي الطوال، وبذلوا في جمعها وتحصيلها كل الأعمار، فما لقيت إلا علوما حاصلة، فاحذر أن تكون من الأشقياء كما قال رسول الله ÷: «يمنحه الله السعداء، ويحرمه الأشقياء». فلا تغتر بمن يتواجدون جلت أوقاتهم في الأسواق رغبة في الدنيا الفانية، فلو تتبع الواحد منهم شهره أو سنته أسواق اليمن كلها لم يساو ذلك كلمة من حكمة؛ لأن المصطفى ÷ قال: «ما أهدى المسلم لأخيه المسلم هدية أفضل من كلمة حكمة سمعها فانطوى عليها، ثم علمه إياها، يزيده الله به هدى أو ترده عن ردى، وإنها لتعدل إحياء نفس، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا».

  فاتق الله أيها الطالب وارْع ما أولاك الله من النعمة وجد واجتهد، واندم على ما مضى فتلك الهداية بعينها، {وَٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ زَادَهُمۡ هُدٗى وَءَاتَىٰهُمۡ تَقۡوَىٰهُمۡ ١٧} واعلم أنه لا بد من الاختبار في طلب العلم؛ لأنه من جملة التكاليف، بل من أهمها وجوبا وأجلها أرباحًا، فكثير من الطلبة لا يلقى من والديه أو من إخوانه تشجيعا على ذلك، بل يواجه العكس من ذلك.