علاج ما سبق ذكره
  فإذا عرفت ذلك في من هذا حاله من الصابرين أو المظلومين فأنت متفرج والمتفرج لبيب كما قيل، ثم احكم بعقلك من هو الرابح ومن هو الخاسر، وصدق الله العظيم: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ ٤٣}[الشورى]، وقوله: {ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ ٣٤ وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٖ ٣٥}[فصلت].
  فالصبر واليقين أفضل الخصال التي يتحلى بها المؤمن التقي، وهي خير ما أودع في القلب، ألا ترى إلى جزاء الصابرين كيف أجزل الله فيه العطاء وما ذلك إلا لشدة التكليف الذي يحتاج إلى جهد وصبر عظيم، فمن صبر فاز وظفر في الدنيا والآخرة.
  ورد أنه ينادي مناد يوم القيامة: «من له على الله أجر فليقم» فيقوم الصابرون ثم تلا رسول الله ÷: {إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٖ ١٠}[الزمر].
  وفي الدنيا الرحمة والثناء الحسن من المؤمنين، وكما قال الوصي #: (الصبر أهون من الجزع)، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.