التحذير من التساهل في حقوق المخلوقين
التحذير من التساهل في حقوق المخلوقين
  
  في الحديث عن رسول الله ÷: «من دق في الدين نظره جل يوم القيامة خطره» بمعنى: من أمعن النظر في أمور دينه وتقصى فيما بينه وبين الله وما بينه وبين الناس فإنه يوم القيامة يكون ذا شأن عظيم ويظهر قدره بين عباد الله الصالحين، وكفى بذلك مرغباً في تقصي ما يجب لله من فروضه واجتناب نواهيه، وإن كنا لم نخلق إلا من أجل ذلك كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ ٥٦}[الذاريات]، فالسعيد من أمسى وهمه الشكر وأصبح وهمه الذكر كما قال أمير المؤمنين #.
  واعلم يا أخي المؤمن أن المصطفى ÷ تركنا على المحجة البيضاء وأن الأعذار والاعتذار يوم العرض علائقها واهية، واعلم أن حقوق الخلائق يوم القيامة تخضع لها الرقاب وتحير في ذلك فطن أولي الألباب وما عسى أن يترك من الحقوق في ذلك اليوم والعليم الخبير يقول: {وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ٦٩ وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَا يَفۡعَلُونَ ٧٠}[الزمر].
  نعم، قد تقدم في شأن صلاح ذات البين وأنه أفضل من عامة الصلاة والصيام إلى آخر الحديث غير أن هذا الموضوع وضعته في شأن الحقوق التي يتغاضى عنها الكثير والجم الغفير، فبعض الناس