فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

تحذير بليغ من أذية الغير

صفحة 77 - الجزء 1

  بعيوب الناس وظلمهم ونسينا أنفسنا فصرنا كمن يتناول السم والناصح على رأسه قائم، يقول: تريد أن تنهاني عن أكل العسل الشهد فلا أصدقك، ومن أجل عدم التلقي للنصيحة بالقبول يقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِۦ ثُمَّ أَعۡرَضَ عَنۡهَآۚ إِنَّا مِنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ٢٢}⁣[السجدة].

  نعم، هذا الصنف إذا رأى تجمع الناس واتجاه الناس عند غيره أشد عليه من حز الشفار وضرب السياط فتراه قد حشى مسلوبين التوفيق من أتباعه أنه وهم صفوة الله من بريته وخيرته من خلقه وأن غيرهم إما جهال وإما فجرة.

  فطوبى لمن عرف قدر نفسه كما قال النبي ÷، وهنيئاً لمن ضرب نفسه بسوط الندم وأحرقها بنار الخوف من تبعات المأثم، وأيقن أن عين الله ترعاه في سره والعلن، ونسأل الله غفران الذنوب وستر العيوب وأن يغفر لمن قد لحقنا بسبهم تبعات إنه على ما يشاء قدير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.