فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

تحذير بليغ من أذية الغير

صفحة 76 - الجزء 1

  بقربة أو عمل خالص أو نية صالحة زاده ذلك بصيرة بعيوب نفسه واستعظاماً لسيئ أفعاله، والعالم حقيقة هو الذي يحاسب نفسه لنفسه ليس من وصفه أمير المؤمنين بقوله: (رب عالم قد قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه).

  نعوذ بالله من الغفلة عن مساوئ أنفسنا فالغافل عن سيئاته هو من عناهم الله بقوله: {وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ١٩}⁣[الحشر].

  نعم، الجزاء من جنس العمل من طلب العزة بالمعاصي عاد حامده منهم ذاماً وقد رأينا - والله - ذلك وشاهدناه، فعليك يا أخي بتقوى الله واترك ضر الناس من جميع وجوهه وراجع نفسك وحسابك فيما مضى مراجعة المغلوط عليه في ماله الكثير وسترى بتلك النظرة خبيثات الفعال، ويتضح لك منها ما غفلت عنه من الأفعال والأقوال، ومن أجل الغفلة عن ذلك بدأ الله بالصغيرة قبل الكبيرة.

  وإليك مقالة أعداء الله الغافلين يوم القيامة: {يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا ٤٩}⁣[الكهف]، فكفى بهذه الآية عن المعاصي زاجراً ولو فكرنا فيها وأمعنا النظر جيداً لحزنت لذلك قلوبنا وبكت عيوننا وتبنا إلى خالقنا ليلاً ونهاراً وندمنا أشد الندم على أقوالنا الباطلة ونياتنا الخبيثة ولكن اشتغلنا