في حق الوالدين
  أن يحرمه ويجري ذلك على يد غيره ولا يبعد أن يفعل الله كذلك؛ لأنه بهذه المعاملة غير شاكر لنعمة الله ولا مؤد ما أوجب الله عليه، فمن أراد خير الدنيا والآخرة فليطع والديه في طاعة الله وليكرم أبويه بإحسانه إليهما والتعطف عليهما وليحسن إلى بقية أولادهما ويظهر لهما التقصير منه في حقهما والأمر كذلك فحقهما كبير، وليعلم أن الجنة حفت بالمكاره وأن النار حفت بالشهوات، والإحسان هو سبب وثيق في جلب كل خير لا سيما إذا أحسن الإنسان إلى والديه وأقاربه، ومن الأسباب القوية لإرضاء الوالدين الإحسان إلى أولادهما وبناتهما فهما بذلك الصنيع يرضيان غاية الرضا ويجدان من نفوسهما أن الفاعل لذلك أبر أولادهما والله هو الذي يضع المحبة في القلوب لأنه يعلم السر وأخفى، {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَيَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وُدّٗا ٩٦}.
  نعم، بار والديه يجازيه الله في الدنيا والآخرة ففي الدنيا يضع الله له الثناء على ألسنة مجتمعه ويعطيه الله الخير الكثير والصلاح في أولاده، وفي الآخرة رضوان الله وإدخاله جنته، وقد أثنى رسول الله ÷ على من أحسن إلى أهله فما بالك بوالديك يقول المصطفى ÷: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».
  وليعلم الإنسان أن الأجر من الله على قدر المشقة ألا ترى إلى