فوائد وفرائد،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نبذة من عذاب أهل النار

صفحة 95 - الجزء 1

  فكم حجة لأعداء الله داحضة وأستار مهتوكة وفضائح مكشوفة، تتوالى عليهم الهموم والمصائب حتى تسود لذلك أبشارهم {كَأَنَّمَآ أُغۡشِيَتۡ وُجُوهُهُمۡ قِطَعٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مُظۡلِمًاۚ} {وَوُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ عَلَيۡهَا غَبَرَةٞ ٤٠ تَرۡهَقُهَا قَتَرَةٌ ٤١ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَفَرَةُ ٱلۡفَجَرَةُ ٤٢}.

  فعلى العاقل أن يفكر بعقل حاضر في أنواع العذاب، من ذلك التحريق - نعوذ بالله - في نار وقودها الناس والحجارة، ومن ذلك الخوف والهلع من عدة وجوه:

  ١ - من ناحية غلظة الملائكة.

  ٢ - من السلاسل والأغلال.

  ٣ - من مقامع الحديد.

  ٤ - من طعامها وشرابها الذي يقطع أمعاء ساكنيها.

  وهل تدبرنا ما في هذه الآيات، وهي قول الله تعالى: {... وَيُسۡقَىٰ مِن مَّآءٖ صَدِيدٖ ١٦ يَتَجَرَّعُهُۥ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُۥ وَيَأۡتِيهِ ٱلۡمَوۡتُ مِن كُلِّ مَكَانٖ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٖۖ وَمِن وَرَآئِهِۦ عَذَابٌ غَلِيظٞ ١٧} فالملائكة يرغمونهم على شرب الصديد وعند ذلك يحصل ما هو أشد من الموت، ولكنهم يرغمون إرغاما {وَسُقُواْ مَآءً حَمِيمٗا فَقَطَّعَ أَمۡعَآءَهُمۡ ١٥}، ومع تلك الويلات يلقون ما هو أشد وأعظم، {وَيَأۡتِيهِ ٱلۡمَوۡتُ مِن كُلِّ مَكَانٖ} فكل محط سكين من جلده ولحمه وعظمه وعصبه ومخه وجميع جوارحه يؤلمه غاية