تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الثالث: في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # وما يتصل بذلك

صفحة 133 - الجزء 1

  أَحَبَّنَا فَهُوَ الْعَرَبِيُّ، وَمَنْ أَبْغَضَنَا فَهُوَ الْعِلْجُ»⁣(⁣١).

  ٩٩ - (حِكَايَةٌ) وبه قال: حكى أبو الحسن علي بن مهدي، قال: قال ابن الأنباري في قول علي # للزبير يوم الجمل: (بَايَعْتَنِي ثُمَّ جِئْتَ مُحَارِبًا؛ فَمَا عَدَا مِمَّا بَدَا)⁣(⁣٢). هَذِهِ كَلِمَةٌ فَصِيحَةٌ، مَا سَبَقَ عَلِيًّا # أَحَدٌ إِلَيْهَا.

  قَالَ: وَمَعْنَى قَوْلِهِ: مَا عَدَا، مَا مَنَعَ مِمَّا ظَهَرَ لَنَا مِنْ بَيْعَتِكَ، تَقُولُ: عَدَانِي عَنْكَ كَذَا، أَيْ: مَنَعَنِي عَنْكَ.

  قال: وأُنْشِدْنا لبعضهم: [الوافر]

  عَدَانِي أَنْ أَزُورَكَ أَنَّ بَهْمِي ... عَجَايَا كُلُّهَا إِلَّا قَلِيلَا⁣(⁣٣)

  قَالَ: وَالْعَجَايَا وَاحِدُهَا عَجِيٌّ عَلَى مِثَالِ (فَعِيلٌ) وَهُوَ الْفَصِيلُ تَمُوتُ أُمُّهُ فَيُرْضِعُهُ صَاحِبُهُ مِنْ لَبَنِ غَيْرِ أُمِّهِ.


(١) العلج بالكسر: العير، وحمار الوحش السمين، والرجل من كفار العجم. (مجد). رواه المفيد في أماليه ص ٢٠١ عن الإمام الحافظ أبي بكر الجعابي الزيدي عن ابن عقدة بإسناده عن سعيد بن يوسف ... الخ والصدوق في الخصال ص ١٩١ من طريق المفيد ومحمد بن أبي القاسم الطبري في بشارة المصطفى ص ١٦٤.

(٢) رواه أبو الحسن علي بن مهدي الطبري في نزهة الأبصار ص ٤٣١ والبغوي في حديث مصعب الزبيري ص ٣٧ وابن عساكر في تأريخ دمشق ١٨/ ٤٠٥ والسراج في اللباب في قواعد اللغة ص ٢٨٣ وروى نحوه الشريف الرضي ¥ في نهج البلاغة ص ٧٤.

(٣) وَرُوِيَ عَنْ عَليّ ¥ أَنه قَالَ لِبَعض أَصْحَابه وَقد تخلّف عَنهُ يَوْم الْجمل: «مَا عدا مِمَّا بدا» قَالَ أَبُو عُمَر: قَالَ أَحْمد بن يحيى مَعْنَاهُ: مَا ظهر مِنْك من التخلّف بَعْدَمَا ظهر مِنْك من التَّقَدُّم فِي الطَّاعَة. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَيُقَال: فلَان فعل ذَلِك الْأَمر عَدْوًا بَدْوًا، أَي: ظَاهرا جهارًا. وَقَالَ غَيره: معنى قَوْله: «مَا عدا مِمَّا بدا» أَي: مَا عداك مِمَّا كَانَ بدا لنا من نصرك أَي مَا شغلك، وَأنْشد:

عَدَانِي أَنْ أَزُورَكَ أَنَّ بَهْمِي ... عَجَايَا كُلُّهَا إِلَّا قَلِيلًا

ذكر ذلك الأزهري في تهذيب اللغة ٣/ ٧٥. وهذا البيت منسوب إلى أرطاة بن سهيّة المرّيّ. ذكر ذلك أبو عبيد البكري في سمط اللآلي في شرح أمالي القالي ١/ ٣٤٢ وـ (كُلُّهَا) تأكيد للضمير المرفوع المستتر في (عَجَايَا) العائد على (الْبَهْمِ)، لَا لِـ (عَجَايَا) لأنها نكرة غير مؤقتة قاله ابن عُصْفُور في ضرائر الشعر صفحة ٢٩٥ وقال ابن مالك في شرح التسهيل ٣/ ٢٩٧: توكيد عند الكوفيين، والصحيح أنه مبتدأ مقدم الخبر، أو توكيد لضميرٍ مرفوعٍ بعجايا؛ لأنه جمع عَجِيّ، وهو السيء الغذاء.