تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الرابع في وصاياه # وذكر مقتله وقبره

صفحة 142 - الجزء 1

  عيسى، قال: حدثني الحسين بن نصر⁣(⁣١)، قال: حدثني عطية بن الحارث، عن عمر بن تميم وعمرو بن بَكَّار⁣(⁣٢):

  أَنَّ عَلِيًّا # لَمَّا ضُرِبَ جُمِعَ لَهُ أَطِبَّاءُ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَعْلَمُ بِجُرْحِهِ مِنْ أُثَيْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هَانِئٍ السُّكُونِيِّ - وَكَانَ مُتَطَبِّبًا صَاحِبَ كُرْسِيٍّ يُعَالِجُ الْجِرَاحَاتِ، وَكَانَ مِنَ الْأَرْبَعِينَ⁣(⁣٣) غُلَامًا الَّذِينَ كَانَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ أَصَابَهُمْ فِي بِيعَةِ عَيْنِ التَّمْرِ⁣(⁣٤) فَسَبَاهُمْ - وَأَنَّ أُثَيْرًا لَمَّا نَظَرَ جُرْحَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ # دَعَا بِرِئَةِ شَاةٍ حَارَّةٍ فَاسْتَخْرَجَ عِرْقًا مِنْهَا فَأَدْخَلَهُ فِي الْجُرْحِ، ثُمَّ اسْتَخْرَجَهُ فَإِذَا عَلَيْهِ بَيَاضُ الدِّمَاغِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؛ اعْهَدْ عَهْدَكَ، فَإِنَّ عَدُوَّ اللهِ قَدْ وَصَلَتْ ضَرْبَتُهُ إِلَى أُمِّ رَأْسِكَ.

  وَرُوِيَ عَنْ عَمْرِو بْنِ ذِي مُرٍّ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ خَدْشٌ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، فَقَالَ #: إِنِّي مُفَارِقُكُمْ؛ إِنِّي مُفَارِقُكُمْ⁣(⁣٥).

  وَدَعَا بِصَحِيفَةٍ وَدَوَاةٍ، وَكَتَبَ وَصِيَّتَهُ: ( هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَوْصَى أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ


= الجبال - ويقال: الجبل والله أعلم - عبارة عن عراق العجم الفاصل بين عراق العرب وخراسان وبلاده المشهورة إصبهان وهمذان والري وجرجان. (هامش هـ).

(١) وقع سقط في السند، والصواب كما في المقاتل: قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُعَذِّلِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، قال: حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ ...).

(٢) الصواب: عَنْ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ وَعَمْرِو بْنِ أَبِي بَكَّارٍ. وَعَمْرُو بْنُ تَمِيمٍ هُوَ مَوْلَى بَنِي زَمْعَةَ. وقد جاء في المقاتل عَمْرِو بْنِ أَبِي بَكَّارٍ.

(٣) هؤلاء الأربعون غلاماً أبناء ملوك كلهم، جعلوهم في بِيعَة. (هامش هـ). قال في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: ووجد في بيعتهم أربعين غلاماً يتعلمون الإنجيل عليهم باب مغلق فكسره عنهم وقسمهم في أهل البلاد.

(٤) بتاء من فوق: موضع بالقرب من الكوفة. (هامش هـ). غربي الكوفة. (معجم البلدان).

(٥) في المقاتل: ... اعْهَدْ عَهْدَكَ، فَإِنَّ عَدُوَّ اللهِ قَدْ وَصَلَتْ ضَرْبَتُهُ إِلَى أُمِّ رَأْسِكَ. فَدَعَا عَلِيٌّ عِنْدَ ذَلِكَ بِصَحِيفَةٍ وَدَوَاةٍ، وَكَتَبَ وَصِيَّتَهُ ... الخ ولا يوجد مَا رُوِيَ عَنْ عَمْرِو بْنِ ذِي مُرٍّ الْهَمْدَانِيِّ. هي موجودة في رواية أبي حاتم السجستاني.