تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب الرابع في وصاياه # وذكر مقتله وقبره

صفحة 143 - الجزء 1

  كَرِهَ الْمُشِرْكُونَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِيَ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ.

  ثُمَّ إِنِّي أُوصِيكَ يَا حَسَنُ، وَجَمِيعَ وَلَدِي، وَأَهْلَ بَيْتِي، وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي هَذَا بِتَقْوَى اللهِ رَبِّنَا، وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ يَقُولُ: «صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ⁣(⁣١) مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ، وَإِنَّ الْمُبِيرَةَ حَالِقَةَ الدِّينِ فَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ» وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

  انْظُرُوا ذَوِي أَرْحَامِكُمْ فَصِلُوهُمْ يُهَوِّنُ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحِسَابَ.

  اللهَ اللهَ فِي الْأَيْتَامِ لَا تَغَيَّرَنَّ أَفْوَاهُهُمْ بِحَضْرَتِكُمْ، وَلَا يَضِيعُوا بِحَضْرَتِكُمْ.

  وَاللهَ اللهَ فِي جِيرَانِكُمْ، فَإِنَّهَا وَصِيَّةُ رَسُولِ اللهِ ÷، مَازَالَ يُوصِينَا بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ.

  وَاللهَ اللهَ فِي الْقُرْآنِ لَا يَسْبِقَنَّكُمْ إِلَى الْعَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ.

  اللهَ اللهَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا عِمَادُ دِينِكُمْ.

  وَاللهَ اللهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ فَلَا يَخْلُوَنَّ مِنْكُمْ مَا حَيِيتُمْ، فَإِنَّهُ إِنْ خَلَا مِنْكُمْ لَمْ تُنْظَرُوا.

  وَاللهَ اللهَ فِي الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ.

  وَاللهَ اللهَ فِي صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَإِنَّهُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ.

  وَاللهَ اللهَ فِي زَكَاةِ أَمْوَالِكُمْ، فَإِنَّهَا تُطْفِئُ غَضَبَ رَبِّكُمْ.

  وَاللهَ اللهَ فِي أُمَّةِ نَبِيِّكُمْ ÷ فَلَا تُظْلَمَنَّ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ.

  وَاللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِ نَبِيِّكُمْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ ÷ أَوْصَى بِهِمْ.


(١) يريد - والله أعلم - بفضل صلاح ذات البين على عامة الصلاة والصيام أنه مأخوذ على المكلفين اجتماع قلوبهم وأيديهم على الحق على كل حال وفي كل زمان فلا يسقط فرض ذلك أبداً كما في المعارف الإلهية وكما ورد في الحديث: إن الله تعالى فرض فرائض أوجبها في حال وخففها في حال وولايتنا أهل البيت فإن الله لم يخففها في حال من الأحوال، لفظه أو كما قال، والصلاة والصيام قد تخفف في بعض الأحوال إما بسقوطه في الحال كعند الإكراه وعدم الإمكان وكما في رخصة الفطر والقصر عند قوم وكانتقال من لم يمكنه الصلاة قائماً إلى القعود أو الاضطجاع أو الإيماء ونحو ذلك والله أعلم، فهي بالنسبة إلى غيرها من الفرائض كفرض العين مع فرض الكفاية والأهم مع غيره، والله أعلم. (هامش هـ).