الباب السادس في فضل الحسن والحسين @ وما يتصل بذلك
  حدثنا الأوزاعي، عن عبدالله بن شداد(١)، عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت على رسول الله ÷ فقالت:
  يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنِّي رَأَيْتُ حُلْمًا مُنْكَرًا اللَّيْلَةَ، قَالَ: «وَمَا هُوَ؟» قَالَتْ: إِنَّهُ شَدِيدٌ، قَالَ: «وَمَا هُوَ؟» قَالَتْ: رَأَيْتُ كَأَنَّ قِطْعَةً مِنْ جَسَدِكَ قُطِعَتْ وَوُضِعَتْ فِي حَجْرِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «خَيْرًا رَأَيْتِ، تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلَامًا، فَيَكُونُ فِي حَجْرِكِ» فَوَلَدَتْ فَاطِمَةُ الْحُسَيْنَ، فَكَانَ فِي حَجْرِي كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ ÷، فَدَخَلْتُ بِهِ يَوْمًا عَلَى رَسُولِ اللهِ ÷ فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ، ثُمَّ كَانَتْ مِنِّي الْتِفَاتَةٌ، فَإِذَا عَيْنَا رَسُولِ اللهِ ÷ تُهْرِيقَانِ الدُّمُوعَ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَا لَكَ؟ قَالَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ # فَأَخْبَرَنِي بِأَنَّ أُمَّتِي سَتَقْتُلُ ابْنِي هَذَا، وَأَتَانِي بِتُرْبَةٍ مِنْ تُرْبَتِهِ حَمْرَاءَ»(٢).
  ١٢٥ - وبه قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن عمر الدِّينَوَرِي، قال: أخبرني علي بن شاكر بن البَختري الأنصاري، قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن العباس الضَّبِّي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد العطار، عن عُبيد بن الوسيم، عن أبي رافع قال:
  كُنْتُ أُلَاعِبُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ @ وَهُوَ صَبِيٌّ بِالْمَدَاحِي(٣)، فَإِذَا أَصَابَتْ مَدْحَاتِي
(١) في الاعتبار والطبراني والمستدرك وكل المصادر التي في التخريج: شَدَّادُ بْنُ عبدالله. وَهُوَ أَبُو عَمَّارٍ القُرَشِيُّ مولى بني أمية وهو عثماني وَأَمَّا عبدالله بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ فهو من أصحاب أمير المؤمنين علي # وشهد معه النهروان وهو الذي حدث عائشة حين ورد المدينة بخبرهم.
(٢) رواه الإمام الموفق بالله # في الاعتبار ص ٦٣٧ قال: حدثني أبو جعفر محمد بن الحسن حدثنا علي بن محمد حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى حدثني جدي يحيى بن الحسن ... الخ والإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية ١/ ٢٤٦، والشهيد حميد في الحدائق ١/ ١٨٨ والمقريزي في المقفى الكبير ٣/ ٣٢٢ وفي إمتاع الأسماع ١٢/ ٢٣٧ والطبراني في الكبير ٢٥/ ٢٧ والدعاء ص ٥٥٠ والحاكم في المستدرك ٣/ ١٩٤ وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. والبيهقي في دلائل النبوة ٦/ ٤٦٨ وابن عساكر في تأريخ دمشق ١٤/ ١٩٦ وابن حجر في إتحاف المهرة ١٨/ ٦٠ وابن الملقن في البدر المنير ١/ ٥٤٤ وابن كثير في البداية ٩/ ٢٣٧ وفي معجزات النبي ÷ ص ٣٢٥.
(٣) قال ابن الأثير في النهاية ٢/ ١٠٦: وَحَدِيثُ أَبِي رَافِعٍ «كُنْتُ أُلَاعِبُ الحسنَ والْحُسَين بالْمَدَاحي» هِيَ أحجارٌ أَمْثَالُ الْقِرَصَةِ، كَانُوا يَحْفرُون حَفِيرَة ويَدْحُونَ فِيهَا بِتِلْك الأَحْجَارِ، فَإِنْ وَقَع الحجرُ فِيهَا فَقَدْ =