الباب السادس في فضل الحسن والحسين @ وما يتصل بذلك
  ١٣٤ - وبه قال: أخبرنا محمد بن بُنْدَار، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا علي بن الحسن بن سليمان، قال: حدثني يحيى الرَّملي، قال: حدثني الأعمش، عن سالم بن أبي الجَعْد، عن علي # قال:
  كُنْتُ رَجُلًا أُحِبُّ الْحَرْبَ، فَلَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ هَمَمْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ حَرْبًا، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ ÷ الْحَسَنَ، فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ هَمَمْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ حَرْبًا، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ ÷ الْحُسَيْنَ، وَقَالَ: «إِنِّي سَمَّيْتُهُمَا بِاسْمِ وَلَدَيْ هَارُونَ، شُبَّرًا وَشُبَيْرًا»(١).
  ١٣٥ - وبه قال: أخبرنا أبي |، قال: أخبرنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بُهْلُول الضَّبِّي أبو محمد، قال: حدثنا أبو عبدالله عن عبدالله بن الحسين بن تميم، قال: حدثني محمد بن زكريا، قال: حدثني محمد بن عبدالرحمن بن القاسم التيمي، قال: وحدثني عبدالله بن محمد بن سليمان بن عبدالله بن الحسن بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عن عبدالله بن الحسن $(٢)، قال:
  لَمَّا عَبَّأَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَصْحَابَهُ لِمُحَارَبَةِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ @، وَرَتَّبَهُمْ مَرَاتِبَهُمْ، وَأَقَامَ الرَّايَاتِ فِي مَوَاضِعِهَا، وَعَبَّأَ أَصْحَابَ الْمَيْمَنَةِ وَالْمَيْسَرَةِ، وَقَالَ لِأَصْحَابِ الْقَلْبِ: اثْبُتُوا، وَأَحَاطُوا بِالْحُسَيْنِ # مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى جَعَلُوهُ فِي مِثْلِ الْحَلَقَةِ.
  فَخَرَجَ # حَتَّى أَتَى النَّاسَ فَاسْتَنْصَتَهُمْ، فَأَبَوْا أَنْ يُنْصِتُوا، حَتَّى قَالَ لَهُمْ: وَيْلَكُمْ! مَا عَلَيْكُمْ أَنْ تُنْصِتُوا إِلَيَّ فَاسْتَمِعُوا قَوْلِي؛ فَإِنِّي إِنَّمَا أَدْعُوكُمْ إِلَى سَبِيلِ الرَّشَادِ، فَمَنْ أَطَاعَنِي كَانَ مِنَ الْمُرْشَدِينَ، وَمَنْ عَصَانِي كَانَ مِنَ الْمُهْلَكِينَ، وَكُلُّكُمْ عَاصٍ لِأَمْرِي غَيْرُ مُسْتَمِعٍ قَوْلِي، فَقَدِ انْخَزَلَتْ عَطِّيَّاتُكُمْ مِنَ الْحَرَامِ، وَمُلِئَتْ
(١) رواه الطبراني في الكبير ٣/ ٩٧ والبوصيري في الإتحاف ٥/ ٣٣٠ وابن سعد في الطبقات ١/ ٢٣٩ وأبو الفرج في الأغاني ١٦/ ٣٥٩ وابن عساكر في تأريخ دمشق ١٣/ ١٧١ وابن كثير في البداية ٧/ ٣٣١ والذهبي في تأريخ الإسلام ٥/ ٩٤ وسير أعلام النبلاء ٣/ ٢٤٧ ورواه أحمد في المسند من طريق أخرى ٢/ ١٥٩ - ٢٦٤.
(٢) وانظر: مقتل الحسين # للخوارزمي ٢/ ٨.