تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

الباب السابع في فضل زيد بن علي # وما يتصل بذلك

صفحة 183 - الجزء 1

  لِمَنْ حَارَبَهُ، وَالْوَيْلُ لِمَنْ يَقْتُلُهُ.

  قال جابر: فَلَمَّا أَزْمَعَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ # الْخُرُوجَ قُلْتُ لَهُ: إِنِّي سَمِعْتُ أَخَاكَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ لِي: يَا جَابِرُ؛ لَا يَسَعُنِي أَنْ أَسْكُتَ وَقَدْ خُولِفَ كِتَابُ اللهِ تَعَالَى، وَتُحُوكِمَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ، وَذَلِكَ أَنِّي شَهِدْتُ هِشَامًا وَرَجُلٌ عِنْدَهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللهِ ÷، فَقُلْتُ لِلسَّابِّ لَهُ: وَيْلَكَ يَا كَافِرُ؛ أَمَا إِنِّي لَوْ تَمَكَّنْتُ مِنْكَ لَاخْتَطَفْتُ رُوحَكَ وَعَجَّلْتُكَ إِلَى النَّارِ، فَقَالَ لِي هِشَامٌ: مَهْ عَنْ جَلِيسِنَا يَا زَيْدُ!.

  فَوَاللهِ لَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا أَنَا وَيَحْيَى ابْنِي لَخَرَجْتُ عَلَيْهِ وَجَاهَدْتُهُ حَتَّى أَفْنَى⁣(⁣١).

  ١٥٨ - وبه قال: حدثنا أبو عبدالله أحمد بن محمد البغدادي، قال: حدثنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن عيسى الواسطي، قال: حدثنا هارون بن سعيد، قال: حدثنا هشام بن محمد، قال: حدثني أبو مِخْنَفٍ قال:

  قِيلَ: لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ @: مَا الَّذِي تَقُولُ فِي زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَخُرُوجِهِ عَلَى هِشَامٍ؟ فَقَالَ جَعْفَرٌ #: قَامَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ مَقَامَ صَاحِبِ الطَّفِّ - يَعْنِي الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ #(⁣٢).

  ١٥٩ - (حِكَايَةٌ) وبه قال: روى أصحاب الأخبار: أَنَّ الزُّهْرِيَّ دَخَلَ عَلَى هِشَامٍ بَعْدَ قَتْلِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ # فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: إِنِّي مَا أَرَانِي إِلَّا أَوْبَقْتُ نَفْسِي؛ فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: أَتَانِي آتٍ فَقَالَ: إِنَّهُ مَا أَصَابَ أَحَدٌ مِنْ دِمَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ شَيْئًا إِلَّا أَوْبَقَ نَفْسَهُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، قَالَ: فَخَرَجَ الزُّهْرِيُّ وَهُوَ يَقُولُ: أَمَا وَاللهِ لَقَدْ أَوْبَقْتَ نَفْسَكَ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ وَأَنْتَ الْآنَ أَوْبَقُ.

  ١٦٠ - (حِكَايَةٌ) وبه قال: أخبرنا أحمد بن محمد البغدادي الآبَنُوسِي، قال: حدثنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا


(١) رواه الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين ص ١٠٣ والخوارزمي في مقتل الحسين # ٢/ ١٢٨ والسيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ٧/ ١١٦ ومحمد سعيد الحكيم في فاجعة الطف ص ٢٦٠ والبحراني في العوالم الباقر ١/ ٣٥٦ وفي أعلام الهداية لمجموعة من المؤلفين ٨/ ٧٦.

(٢) رواه الحاكم الجشمي في جلاء الأبصار والخوارزمي في مقتل الحسين # ٢/ ١٣١.