الباب الثاني عشر في ذكر الإيمان وخصاله وأخلاق المؤمن وما يتصل بذلك
  ٢٨٨ - وبه قال: حدثنا عبيدالله بن محمد بن بدر الكَرَجِي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خَلَّاد، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا رَوْح بن عُبادة، قال: حدثنا هشام بن أبي عبدالله، عن يحيى بن أبي كَثِير، عن زيد بن سلَّام، عن جده منظور(١)، عن أبي أمامة:
  أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ ÷ مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ، وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ». قَالَ: فَمَا الْإِثْمُ؟ قَالَ: «إِذَا حَكَّ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ»(٢).
  ٢٨٩ - وبه قال: أخبرنا محمد بن بُنْدَار الآمُلي، قال: حدثنا الحسن بن سفيان النسوي، قال: حدثنا قتيبة، عن مالك، عن أبي سهيل، عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيدالله، يقول:
  جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ ÷ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرُ الرَّأْسِ، نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ، وَلَا نَفْقَهُ مَا يَقُولُ حَتَّى دَنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ ÷، فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ» فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ قَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ، وَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ» فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ» وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ ÷ الزَّكَاةَ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: «لَا، إِلَّا أَنْ تَطَّوَّعَ» قَالَ: فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللهِ لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ÷: «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ»(٣).
= العلامة الأوحد الحسن بن الحسين بن محمد ¦ في التعليق الوافي على كتاب الشافي ٣/ ٤٧ والسيوطي في جامع الأحاديث ١٦/ ٣٢٦ والمتقي الهندي في كنز العمال ١٥/ ٩٠٢ وعزياه إلى العسكري في الأمثال.
(١) الصواب: «عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ».
(٢) رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث) ١/ ١٥٦ وعبد الرزاق في المصنف ١١/ ١٢٦ وأحمد في المسند ٣٦/ ٤٩٧ - ٥٣٧ وابن حبان في صحيحه ١/ ٤٠٢.
(٣) رواه مالك بن أنس في الموطأ ت عبد الباقي ١/ ١٧٥ والشافعي في مسنده ١/ ٢١١ وابن الجارود في المنتقى صفحة ٤٥، والشاشي في مسنده ١/ ٧٧، والبخاري في صحيحه ١/ ١٨ - ٣/ ٢٤ - ٩/ ٢٣ ومسلم في صحيحه ١/ ٤٠، وغيرهم.